مقالات ودروس الأستاذة: [ مباركة الزبيدي ]


الهلال وسمو الإبداع

قد يبدو من عنوان هذا المقال أنني كما يقولون : هلالية ، أو إحدى مشجعي هذا النادي العريق ، ولكن أقول وبصريح العبارة : رغم متابعتي للأخبار الرياضية إلا أني لست متعصبة لنادِ باسمه بدليل أني على خلاف العامة الذين أنا أحدهم أشجع أكثر من نادٍ من أندية وطننا الغالي ابتداءَ من شرق المملكة إلى غربها مروراً بوسطها ، وقد يبدوا حديثي غريباً ولكنه الواقع !!.

أقول : أن ما جعلني أرشح اسم الهلال ضمن عنوان مقالي هو لارتباط  اسمه بالسمو  والسمو هو المكان العالي والمرتفع  ووضعه هنا مشابهاً للهلال الحقيقي الذي نراه في الأفق لا يمكن الوصول إليه إلا بالكفاح والعمل الجاد سواءً كان ذلك علمياً على أرض الواقع من خلال مركبات الفضاء ، أو معنوياً عن طريق بلوغ المجد بالوصول إلى ذروة التفوق والتميز وتحقيق النجاح .أما كلمة الإبداع المقترنة بالسمو فهي مرتبطة بالذات الإنسانية وأهدافها ، وهذا هو ما أود أن أرمي به هنا ؛،

بتأكيد لكل واحد منا أهداف وطموح يتطلع للوصول إليها ، لكن ليس الجميع بذات الطرق للوصول لتلك الغايات ، فهناك من يفكر ويخطط فقط دون بذل مجهود وينتظر أن يصل ، وهناك من  يسعى ويرضى بالقليل  ، وأخيراً هناك من يظل يتحدى الصعاب إلى أن يعانق السحاب فوق القمم ،

كما أن طموحهم لا ينتهي ، بل يودعون العالم  وهم يتطلعون إلى الفوز بأعلى مراتب الجنان وهي الفردوس ، فهؤلاء هم حقاً أصحاب الأهداف السامية والهمم العالية ، إذاً السمو الحقيقي  ليس بتحقيق جاه أو منصب وليس بتحقيق مكانة مرموقة ، أو نيل جائزة ، أو حتى كأس بطولة بما أني قد أشرت إلى الأندية الرياضية هنا ، لكن السمو الحقيقي هو بوضع هدف عالٍ جداً ومحاولة الوصول إليه ، وليتخيل كل منا نفسه في الأفق محلقاً في منطادٍ ملون مع كل ليلة يكتمل فيها الهلال بدراً  ..

بقلم / مباركة الزبيدي
صحفية سعودية ومدربة في التنمية البشرية











ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عنوان المقال:

الشباب والغزو التقني

ان حديثنا عن هذا الموضوع أو بالأصح هذه القضية قد لا يمكن الالمام بمحاوره من خلال أسطر معدودة أو كلمات موجزة وانما الوضع يحتاج إلى تظافر عدة جهود وتعاون عدة جهات كلٌ بحسب تخصصه ، ذلك لأن الوضع لم يعد مسألة غزو فكري أو 
مسألة عولمة أو تقنية أو تويتر أو فيس بوك وإنما أصبح كل ذلك مجتمعا وفي متناول يد الصغير قبل الكبير
ومما لا شك فيه أن فئة الشباب ، خاصة في ظل الأحداث الأخيرة هي من أنشط المتعاملون مع هذه التقنيات ومع العالم
 الافتراضي تحديداً ولم يعودوا فقط متلقين وموزعين ، بل أصبحوا منتجين وناشرين وهنا تكمن الخطورة ... وذلك لأن الشاب عندما يصله محتوى راقٍ ودقيق وبحسب ميوله واتجاهاته فسوف ينقاد له ويصدقه حتماً والعكس صحيح  فيما لو لم يعجبه المحتوى ، من هنا قد تجد هذه الشريحة من يبث سمومه من خلالها مستغلاً حماس هؤلاء الشباب وتطلعهم للأفضل......
أقول : ان الأمر لم يعد استغلالاً كالسابق أو رسائل ترسل تحوي دعوة صريحة لأمر ما أو نهي عنه ، وإنما أصبح من خلال دعوات أخر منها ما قد يصل إلى تهديد استقرار مجتمعات بأكملها ، فالمتابع لمواقع التواصل الاجتماعي يشاهد مئآت الصفحات والتغريدات منها من تقمص أصحابها لأسماء شخصيات شهيرة  يذم هذا وينتقد ذاك ، ومنهم من كون مجموعة مطالبة بأمر معين وآخرى بالدعوة إليه وغيرهم من أسس صفحة لهذا الغرض أو ذاك وبين الفريقين آخرون كلفوا أنفسهم بأن يكونوا متجمهرين ومتفرجين مهمتهم فقط نشر ماتلتقطه أعينهم أو ما يصل إلى هواتفهم الذكية عبر خدمات البلاك بيري والواتس آب وغيرها والتي ما هي إلا نشر لما يتم تناوله وتداوله عبر مواقع التواصل الإلكتروني ونحوها .. وهؤلاء الخطر منهم ربما أشد من أصحاب البث أنفسهم ، ذلك لأنهم سوف يظلون يتناقلون الرسائل الواردة بإرسالها إلى من يفرح بكونها رسالة جديدة وينقلها بدوره لغيره وهكذا ، ومن هنا يكمن الخطر الحقيقي ، فعندما يتم بث شائعة عن أمر سياسي مهم ، أو عن إجراء أمني ونشر فيديو وتحويره لما يخدم نص الرسالة التي تم بثها ، ولا يخفى علينا ما تلعبه الشائعات في المجتمعات ، ومالها من أثر في اشعال الكثير من الفتن والمشكلات ، وأيضاً التأثير النفسي على من يتلقاها وتصل إليه بطيب نية ويصدقها
فمن الشائعات التي تم نشرها وتصديقها على سبيل المثال ما حدث في أحد شروط استحقاق اعانة حافز ، حيث تناقلت المواقع الالكترونية ومن ثم الهواتف الذكية خبر رفع سن المستفيد من 35 إلى 40 وتهاتف كما وصلنا الجميع إلى موقع وزارة العمل ليتضح أن الشرط لا زال كما هو ، أيضاً عندما تم تناقل الأمور الأمنية في القطيف وغيرها ، جميعها وغيرها من الرسائل التي تحوي إما محتوى غير دقيق أو غير صحيح لها آثار على المتلقي وقد يقتبس هذا المتلقي طرقها ويقلدها بنشر شائعات وأخبار أخرى في عالم افتراضي تنشر من خلاله السموم بأسماء وهمية لا يعرف مصدرها....
لذلك يحب على شبابنا وفتياتنا على حدٍ سواء الحذر من المساهمة في نشر ما يصل إليهم ، وأيضاً عدم الاكتفاء بما تذكر تلك الرسائل بأنها معلومة دينية أو ثقافية أو صحية ، بل عليهم أن يبحثوا بأنفسهم عن مصدر الخبر فكم من حديث تم نشره يكتشف بأنه إما موضوع أو ضعيف ، وكم من معلومة صحية أيضاً يكتشف فيما بعد أنها غير دقيقة ....وخير مكان لاستقاء المعلومات هو من المواقع المتخصصة وليس من المنتديات العامة لأن معظم مافيها منقول وبدون ذكر المصدر أو صاحب الخبر أو المقال أو حتى البحث !!! ... وليبدأ كل واحد بنفسه عندما يهم ببث معلومة جديدة باثبات حقوقها الفكرية  لنتحرر من هذا الغزو التقني...

مباركة الزبيدي
صحفية ومدربة في التنمية البشرية




                                                           ـــــــــــــــــــــــــــــــ


عنوان المقال:

لنسر معاً نحو الإبداع

__________

أقول هنا ومن وُجهةِ نظرٍ خاصة : أن الإبداع ليس أمراً خارقا للعادة، والمتصفون به لم يأتوا من كوكب آخر، أو خلقوا من أنفس المعادن، وليس لديهم مقومات خاصة لا يمتلكها أحد سواهم، بل بإمكان الجميع أن يكون متميزاً، وبإمكانه أن يصل إلى قمة الإبداع.


ويستطيع ذلك عندما ينجح في استغلال كل فرصة أعطيت له، ويستخدم جميع الوسائل المتوافرة لديه.


وتعتبرُ الظروفَ والأزماتَ التي يمر بها الإنسان ومنها الأحداث اليومية البسيطة جداً أكبرَ تلك الفرص، والشخصية السوية، والحواس الخمس (إذا توافرت جميعا أو بعضا منها) تعد أغلى الوسائل المعينة على الإبداع وأثمنها.


فالأحداث اليومية، وكذلك الظروف والأزمات باختلاف درجاتها ووقعتها على النفس وعلى من هم  حولها لا تمثل حقلا واحداً، بل حقولاً للتجارب العلمية والعملية، والشخصية السوية تمتلك العقل الذي يساعدها على التفكير السليم المتبلور عن طريق الإحساس والشعور بالمسؤولية.


في بدايته إحساس بالشيء بأي طريقة كانت. والخٌطوةِ التالية هي التفكير فيه ، وهذا التفكير لا يتم إلا إذا تحلى الشخص بسماتٍ عدة منها: سعة الاطلاع والثقة في النفس، وقبل ذلك الشعور بالمسؤولية سواء على المستوى الفردي أو الاجتماعي، أيضا يتمتع بحب للابتكار والتميز.


فمتى ما اتصف الفرد بهذه الصفات، بالإضافة إلى الخلق الإسلامي الرفيع، والذي من أهم الأمور التي يدعو إليها الصدق، وإخلاص النية مع الله سبحانه وتعالى فمعنى هذا أنه قادر على التفكير ويستطيع الرقيَ إلى مستوى التفكير الإبداعي، وبعون من الله سوف يحقق الإبداع ويمتطي صهوته، التي قد سبقنا إليها أسلافنا في العصور الأولى، والوسطى للحضارة الإسلامية.
إنني لا أنكر أننا ربما نتعرض في كل يوم لعدد من المشكلات، والضائقات التي قد نشعر مع تكرارها باليأس والإحباط من أماكن حدوثها ، في محيط الأسرة أو الأصدقاء أو بيئة العمل، لكن علينا أن نتذكر دائما أن على الإنسان أن يكون أقوى من كل الظروف والمشكلات، وأن هذه المشكلات كما أوضحت آنفا أنها فرص لتنمية التفكير الإبداعي وصقله ، وزهرة الإبداع والتميز لا تدوم إلا عندما تغرس في أعماق التربة، وتٌتعهد بالسقيا والري لكي تضمن الثبات والاستقرار، وتنتج النوع الحسن من الرحيق.


بقي علينا أن نضع دائما في الاعتبار أن الإسلام هو المحرك الأول والداعي إلى التأمل والتفكير .. وهذا التأمل وذلك التفكر عند اتحادهما، وتسلحِ صاحبِهما بالإيمان الراسخ، فحتماً سيلحقان به في جو التميز في أفق الإبداع .. دون أن يتأثر بما يقوله المدير الفلاني، أو الرئيسُ الفلاني، أو غيرهما، وكم سمعنا عن مديرين ورؤساءَ اعترفوا في النهاية بجهود مرؤوسيهم بعد كفاح طويل من أولئك المرؤوسين الذين لم يستسلموا لليأس، ولم يعترفوا بالإحباط ..  فهيا لنسر معا نحو الإبداع

لقد كان هذا المقال هو نواة مشروع لنسر معاً نحو الإبداع. 


بقلم / مباركة الزبيدي

صحافية سعودية ومدربة معتمدة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


عنوان المقال:
طريق النجاح


من منا لا يريد أن تتيسر أموره في هذه الحياة ؟ّ! …

ومن لا يتمنى ذلك ؟! فكل نفس ٍ تتوق إلى تحقيق

غاياتها ،وكل فرد ٍ يطمع في بلوغ المجد والفوز

بالنجاح في أقرب وقت ، وبأقل جهد ٍ ممكن ..

لكن نيل المطالب والوصول إلى المجد لا يكون

بالتمني فقط ، فالمجد لا يقدم على طبق من ذهب

وألماس للكسالى والاتكاليين ، وطريق النجاح ليس

مفروشا ً بالورود والرياحين ، بل أن كل طريق

من طرقه وكل مسلك من مسالكه مليء بالعقبات التي

تختلف في كمها وكيفيتها ، ومدى صعوبتها

والتغلب عليها :

وما نيل المطالب بالتمني       ولكن تؤخذ الدنيا غلاباً
فينبغي على كل فرد أن يحاول جاهدا ً التغلب على كل المعوقات ، ويجتاز جميع الحواجز التي قد تعترض طريقه …
فمن أراد أن يحقق النجاح ، وينال المجد كما ناله أسلافنا عليه أن يصعد سلم الكفاح خطوة خطوة بكل جد ٍ وثبات ، وبكل عزيمة ٍ وإصرار.
والناس في طريقة صعودهم هذا السلم أصناف ، فمن استطاع أن يصل إلى أعلاه دون أن يتعثر فأولئك طريقهم إلى القمة سهل ميسر ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ، فهم يمتلكون كافة المقومات التي تساعدهم على الصعود ، والتي من أهمها توفيق الله سبحانه وتعالى ، وتجدر الإشارة هنا أنني أعني العصاميين والجادين ، الذين وصلوا بجهودهم الخاصة غير مسنودين أو مدعومين ..
أما النوع الثاني ، فهم الذين استطاعوا الوصول بعد اجتيازهم العديد من العقبات ، وتعرضهم للكثير من العثرات ، فهؤلاء ممن أخفقوا لكنهم نجحوا أخيرا ً عندما استفادوا من أخطائهم وحولوها إلى دروس وخطط للنجاح ؛ فهؤلاء هم موضع إعجاب ، وقدوة حسنة لغيرهم .
أما الذين وقفوا مكتوفي الأيدي طويلا ً عند بداية السلم ، ولم يبذلوا أي جهد ٍ يذكر ، ولم يتعلموا من أخطائهم ، ولم يتأملوا في سير من سبقهم ، فهذا الصنف من الناس هم الفاشلون حقا ً ، لأن الفشل ذاته لا يعد عيبا ً ، لكن العيب فيمن لم يحاول ولم يعمل…
وهنا علينا أن نعمل جاهدين للوصول إلى ضفة النهر ، والحصول على رغباتنا ، وتحقيق أهدافنا المأمولة ، التي يجب أن يكون رضى الله ، ثم مصالح أمتنا الإسلامية في مقدمتها ، وأن نحاول قدر الإمكان أن نكون من النوع الأول من المكافحين ، وإن شاءت الأقدار غير ذلك ، فالنكن من الثاني ، أما النوع الثالث فالنتعاون جميعا ً على إلغائه من الوجود ..

***

بقلم / مباركة الزبيدي

صحافية سعودية ومدربة معتمدة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عنوان المقال:


التفكير بالمنفعة للجميع
___
تنص العادة الرابعة من العادات السبع المذكورة في كتاب العادات السبع للناس الأكثر فعالية للمؤلف ستيفن بأن يفكر الإنسان في منفعة الآخرين بمعنى أن يكون هناك في داخل بؤرة اهتمامه أمور يفكر بها لصالح الآخرين كالتفكير بعلم نافع يقدم لهم أو خدمة إنسانية أو تنموية أو تطوعية  أو إصلاحية... الخ ) ـ وقد سبق إلى ذلك ديننا الإسلامي القويم ستيفن بقرون عندما قال تعالى ( إنما المؤمنون اخوة فأصلحوا بين أخويكم ) وقوله صل الله عليه وسلم : ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث .. )وذكر منها أو علم ينتفع به  وهذا يحثنا كمؤمنين أن نفكر بعمل صالح يبقى أجره مستمراً لنا حتى بعد رحيلنا عن هذا العالم ..
لكن يجب أن ندرك بأنه لا بد أن يدخل هنا الاتزان والتوازن بحيث أن نجعل أنفسنا مع الجميع ونحب ذواتنا ونقدم لها المكافآت التحفيزية والتقديرية على كل عمل إيجابي تبادر أو تقوم به ، بل ونفكر بالخير لها دائماً وذلك لأن المنفعة وحب الخير تبدأ بحب الذات وتقديرها أولاً ، وبعد ذلك حب لأخيك ما تحب لنفسك ، لأنه ان كانت ثقة الفرد بنفسه ليست في محلها فحتماً لن يستطيع أن يبدع في التفكير بالمنفعة للآخرين حتى وإن استطاع ذلك مؤقتاً فلا بد أن تظهر بعض السلبية على أفعاله وهذا ما يعبر عن بأن فاقد الشيئ لا يعطيه .. إذاً ابدأ بحب الله ، ثم حب رسوله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، ثم ذاتك ، ثم من هم حولك .. وبذلك سوف تمتلك الذات الإبداعية والشخصية الاجتماعية المتميزة بإذن الله

بقلم / مباركة الزبيدي
صحفية ومدربة في التنمية البشرية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عنوان المقال:
هل هم أصحاء أم ذوو إعاقة ؟!!


لقد قلت في مقال سابق نشر قبل سنوات قلائل في مجلة المنال الصادرة عن مدينة الشارقة الإنسانية كان تحت عنوان ( مصطلح ذوو الاحتياجات والاندثار):
(إن العالم بأكمله في تطورٍ وتقدم ٍ مستمر، ووطننا العربي هو جزء كبير ومهم من ذلك العالم المتطور، بدليل ما تحقق له على يدي دوله ومواطنيه من إنجازات في مختلف المجالات ، لا يستطيع أحدٌٌ طمس معالمها الخالدة مهما طال زمن هذا الإنجاز أو كان قصيراً لفترة محدودة في الآخر.
ومما سبق يتضح لنا أن الخلود في ذاكرة المجتمع ليس بالأسماء الرنانة، أو بالظهور ومحاولة البروز عبر وسائل الإعلام ، وليس بالجاه أو المنصب ، وإنما بعملٍ متميز يخدم به الآخرين ، ولا يهم هل صاحب هذا العمل أو الإنجاز من ذوي الاحتياجات الخاصة أم من غيرهم ، فالمهم هو الانجاز بكل إتقانٍ وإبداع وتقديم العمل المنجز لمن يحتاجه أو لمن يرى صاحبه المبدع أنه بحاجة إليه.
أقول:إن السيادة والخلود واللغة التي يعترف بها العالم الراقي اليوم هي لغة الانجاز،الذي يسبقها كلُ ُ من التفكير الواعي ومن ثم الابتكار في أسرع وقتٍ ممكن، والذي يتبع كل هذا تقدم المجتمعات والأمم، وعندما يكون همنا فقط تقسيم أبناء مجتمعاتنا العربية والخليجية إلى ذوي احتياجات خاصة وأصحاء وحصر إبداع كلُ ٌعلى حده سيضيع علينا الوقت دون أن تحقق ما تصبو إليه مجتمعاتنا ، لكن إذا أغفلنا هذا التقسيم والتصنيف وركزنا على اللغة التي أشرنا إليها مع شيئاً من الإرشاد والتوجيه لكل فئة فإننا سنحقق ما نريد وأكثر؛ ذلك لأني أرى ومن وجهة نظرٍ خاصة أن جميع الناس ذوو احتياجات خاصة بحاجة إلى الرعاية والاهتمام، لكن حاجاتهم تختلف من شخصٍ لآخر. وأن مصطلح ذوي الاحتياجات الخاصة مصطلح قابل للاندثار إذا تكاتفنا سوياً وعملنا جميعأً جاهدين من أجل إلغائه لكي لا تبقى لنا إلا اللغة التي يعترف بها العالم من أقصاه إلى أدناه وكيف نتعلمها ونتدرب عليها ونوظفها لصالحنا وصالح وطننا الكبير وأمتنا.. إلى هنا انتهى مقالي ذاك والذي للأسف الشديد تناقله أكثر من موقع الكتروني وكل واحد من ناقليه قد نسبه إلى نفسه باعتقادٍ منهم أن النص غير موثق !!
وأضيف هنا بقولي أنه إلى حين أن نلغي هذا المصطلح من الوجود وفي ظل اعتراف المجتمعات بذوي الاحتياجات الخاصة وهناك سعي من قبل مهتمين لتوفير كافة متطلباتهم ، ومع أن هذا الاهتمام لا زال بحاجة إلى تفعيل نلاحظ أن أبناء المجتمعات قد تم تقسيمهم فقط إلى فئتين هما ذوو الاحتياجات الخاصة والأصحاء وكأننا نسينا أن هناك أناس ليسو أصحاء تماما ً وفي نفس الوقت لا نستطيع إدراجهم تحت مستحقي مسمى ذوو الاحتياجات الخاصة مع أنني أرى كما ذكرت أعلاه أننا جميعا ً من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث أن هؤلاء هم الذين يعانون أمراضا ً وراثية أو مشكلات صحية ، أو أن لديهم عاهات مستديمة ، فهؤلاء قد يحصلون على فرصهم الدراسية والتدريبية كاملة في أي مجال يودون بحكم أنهم بدؤا مشوارهم بشكل طبيعي رغم معاناتهم الصحية ، لكن ما أن ينهون مشوارهم العلمي والتدريبي حتى يصعقون بالواقع المرير وهو اعتبار الجهات الحكومية والخاصة في معظم المجتمعات في ظل عدم الرقابة من مسئوليها لهم بأنهم ذوو احتياجات خاصة وتحديداً ذوو إعاقة  ولا يمكن قبولهم في هذا القطاع أو ذاك !!! ..
السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو أنه إذا كان ذوو الاحتياجات الخاصة هناك دعوة لدمجهم في المجتمعات وتذليل كافة الصعوبات أمامهم وقد بدأ ذلك بالفعل ، وما لم يتحقق الآن ففي المستقبل القريب بإذن الله ، لكن من لهؤلاء الذين هم الآن حبيسوا منازلهم وبالأصح جدران غرفهم بعد أن تحطمت أحلامهم ؟؟؟؟ ... 
***


بقلم / مباركة الزبيدي 
صحفية سعودية ومدربة في التنمية البشرية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عنون المقال:
*ذكريات خالدة*


عندما تستقبل شمس الأصيل، لتبدأ مع غروبها مشوار الإبحار في عالم التفكير ويخيم عليك الليل بظلامه، ويغطيك بسكونه، فتحلق في سماء أحلامه ... متنقلا بين مريحها ومزعجها.. ويطل عليك بعده يوم جديد، تمحو به أياماً مرت، وأحداثاً مضت البعض منها مر عليها ساعات وسويعات، والأخرى شهور وسنون، وهناك ماهو بين وبين ، لكن السؤال الحائر في أذهاننا، وتختلف الإجابة عن شقيه من شخص لآخرهو هل يمكننا أن نمحو جميع ما مر بنا من أحداث، وننسى ما في مخيلتنا من ذكريات؟ 
 أم أن هناك عوالق في الذاكرة تبقى من تلك الأحداث؟ 

برأيي أن إجابة هذا السؤال هي لا، وأعلنها واضحة دون أدنى تلعثم، 

او تردد … وفي اعتقادي أن هذه هي إجابة كل إنسان مدرك واع، 

لأنه لو كانت الإجابة بنعم، فهذا معناه انه بالإمكان ان ننسى جميعا 

تلك الصور المشرقة التي سجلها التاريخ عبر عصوره المتعاقبة على صفحات من نور، لتبقى خالدة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

صفحات تحمل أسماء لمعارك فاصلة، وصلت أصداء انتصاراتنا فيها إلى حدود المشرق والمغرب.. أسس بعدها آباؤنا الفاتحون حضارة سامية، هي أساس كل حضارة نراها شامخة في وقتنا هذا في أقصى العالم ، أو أدناه.

نعم فالماضي هو حلقة الوصل بين الأسلاف والأخلاف، وهو أداة الربط بين مجد الأمس، وحضارة اليوم. لأن أي حضارة مهما بلغت درجة تقدمها لابد لها من جذور، وأي تاريخ لابد له من أصول.

لذلك فانه ليس بمقدورنا أن نطوي مثل هذه سجل الأحداث والبطولات.. ولكن بإمكاننا فعل شيئا غير ذلك لما لايعجبنا منها أتعرفون ماهو؟

بإمكاننا أن نصحح الأخطاء التي وقع فيها أسلافنا، وتحويلها إلى خطط للنجاح، وبالتالي نستقبل حاضرا حافلا، ينقلنا من عالم الذكريات إلى عالم الواقع، ومن عالم التخطيط إلى عالم التنفيذ، وبالتالي حاضر مشرق، وتاريخ مجيد.

أقول : ما أردت توضيحه هنا هو أن هناك ذكريات خالدة لايمكن أن تندثر، أو أن تمحوها السنون والأيام.

أما سواها فيجب على كل مكافح أن يعمل جاهدا على تجاهلها حتى لا تعرقل تقدمه نحو الأفضل.
****

بقلم / مباركة الزبيدي
صحافية سعودية ومدربة في التنمية البشرية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عنوان المقال:
الأمركة الأسرية !!

من وجهة نظري الخاصة أنه وكما عرف العالم التقنية بأنواعها وبعد أن استجاب أفراده في مختلف المعمورة لمظاهر العولمة فقد استجابت لهذه التغيرات الأسر في كل مكان سواء كانت أسرة صغيرة مكونة من الأب والأم والأبناء كما يطلق عليها علمياُ بالأسرة النووية أو في محيط الأسرة الكبيرة التي تشمل جميع أفراد العائلة من بني العمومة وغيرهم والمعروفة علمياً أيضاً في مصطلحات علم الاجتماع بالأسرة الممتدة ..
وكمجتمع سعودي هو جزء من هذا العالم فقد سادت الكثير من التغيرات على الأسرة السعودية وأصبح ما كان عيباً وواجباً أمراُ عادياً أو لا يشكل أي أهمية ومن ذلك التكافل الاجتماعي والمساعدة في تكاليف المعيشة وتوفير المتطلبات الحياتية والاحتياجات الشخصية ، فالملاحظ على مستوى الكثير من الأسر السعودية أن الأب يكون مسؤولاُ عن الابن والابنة في توفير متطلباتهم الشخصية إلى أن ينهيان المرحلة الثانوية بعد ذلك يستمر في الانفاق عليهما في حالة اذا لم يجدا قبولاُ في الجامعات أو لم يحصل الابن على وظيفة ، وهناك من أجبر أبنائه بعد تخرجهم على الالتحاق بالضمان الاجتماعي رغم قدرته على الانفاق عليهم !! .. وهذا ما أطلق عليه بالأمركة الأسرية السعودية ، حيث أنه والمؤسف أن هناك اخوة وأخوات يقيمون في بيت واحد منهم من يملك الذي بالكاد يكفيه من مكافأة الجامعة ومنهم من لا يملك شيئاً لأنه قد تخرج منها ولا يرغب في الإعانة التي توجه لها الكثيرون ممن ليسوا بحاجة لها وهي اعانة الضمان الاجتماعي ويخجل في الالحاح بطلب المساعدة ممن حوله وفي ذات الوقت لا ينتبه إليه وإلى متطلباته أحد !! ، هنا وفي هذه الحالة أؤيد بشدة الدعوة للتكافل الأسري بين أفراد الأسرة من أجل تقديم الدعم ليس فقط المادي ، بل حتى المعنوي وحبذا لو اقترن الاثنين يبعضهما ، فليس من السهل أن يقبل الأخ الأكبر أو الأخت اعانة مادية بشكل مباشر ممن يصغره  ولو كان أخاه الشقيق أو أخته ، أو من والدته ووالده ، خاصة وأن هناك من كان يمني يمني النفس بأن يكون هو المسؤول عنهم بعد تخرجه لكنه لم يوفق .. فالحل المقترح في أن يشترك جميع أفراد الأسرة في اعداد ميزانية عامة لها وعلى ضوئها يحدد كل فرد ما يتمنى أن يشتريه و يشارك كل فرد بما يستطيع وإن كان مبلغاً زهيداً ، ويتفق الجميع على تاريخ معين تسلم فيه المبالغ لرئيس يتم انتخابه ، بعد ذلك ، يحدد على ضوء المبلغ الموجود الشيئ الأهم الذي يستحق أن يشترى بالمبلغ ، وترتب الطلبات تباعاً لكل شهر ، وفي حالة وجود من هو أكثر احتياجاً يتم تقديم المبلغ له كهدية في كل مره بعد اقامة اجتماع اسري واحتفال صغير بحيث يشعر أنها بالفعل هدية . هذا في محيط الأسرة الصغيرة الأب والأم والإخوة والأخوات ، لكن لا يمنع في أن يتعاون الجميع في ترابط أسري مع بقية أفراد العائلة في تعميم هذا الأمر على جميع الأفراد ويقام حفل توزع فيه الاعانات بشكل جوائز وتتكرر بشكل دوري إلى أن تتحسن أوضاع المحتاجين في الأسرة أو العائلة ، وذلك لأنهم ان شعروا بأن ما يقدم لهم هدية سوف يخفف عنهم الكثير اضافة إلى أن معنوياتهم سترتفع إذا شعروا بأنهم أشخاص محبوبون من ذويهم وقد يدفعهم ذلك للاجتهاد قدر ما يستطيعون لتحسين أوضاعهم ويكونون مثلهم ..
ان التكافل أمر دعانا إليه ديننا الحنيف قبل أن تدعونا له أي جهات إخرى عندما قال تعالى ( إنما المؤمنون أخوة ) وقول الرسول عليه الصلاة والسلام (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى).

بقلم / مباركة الزبيدي
إعلامية ومدربة في التنمية البشرية


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عنوان المقال:




إن العالم بأكمله في تطورٍ وتقدم ٍ مستمر، ووطننا العربي هو جزء كبير ومهم من ذلك العالم المتطور، بدليل ما تحقق له على يدي دوله ومواطنيه من إنجازات في مختلف المجالات ، لا يستطيع أحدٌٌ طمس معالمها الخالدة مهما طال زمن هذا الإنجاز أو كان قصيراً لفترة محدودة في الآخر.

ومما سبق يتضح لنا أن الخلود في ذاكرة المجتمع ليس بالأسماء الرنانة، أو بالظهور ومحاولة البروز عبر وسائل الإعلام ، وليس بالجاه أو المنصب ، وإنما بعملٍ متميز يخدم به الآخرين ، ولا يهم هل صاحب هذا العمل أو الإنجاز من ذوي الاحتياجات الخاصة أم من غيرهم ، فالمهم هو الانجاز بكل إتقانٍ وإبداع وتقديم العمل المنجز لمن يحتاجه أو لمن يرى صاحبه المبدع أنه بحاجة إليه.

أقول:إن السيادة والخلود واللغة التي يعترف بها العالم الراقي اليوم هي لغة الانجاز،الذي يسبقها كلُ ُ من التفكير الواعي ومن ثم الابتكار في أسرع وقتٍ ممكن، والذي يتبع كل هذا تقدم المجتمعات والأمم، وعندما يكون همنا فقط تقسيم أبناء مجتمعاتنا العربية والخليجية إلى ذوي احتياجات خاصة وأصحاء وحصر إبداع كلُ ٌعلى حده سيضيع علينا الوقت دون أن تحقق ما تصبو إليه مجتمعاتنا ، لكن إذا أغفلنا هذا التقسيم والتصنيف وركزنا على اللغة التي أشرنا إليها مع شيئاً من الإرشاد والتوجيه لكل فئة فإننا سنحقق مانريد وأكثر؛ ذلك لأني أرى ومن وجهة نظرٍ خاصة أن جميع الناس ذوواحتياجات خاصة بحاجة إلى الرعاية والاهتمام، لكن حاجاتهم تختلف من شخصٍ لآخر. وأن مصطلح ذوي الاحتياجات الخاصة مصطلح قابل للاندثار إذا تكاتفنا سوياً وعملنا جميعأ جاهدين من أجل إلغائه لكي لاتبقي لنا إلا اللغة التي يعترف بها العالم من أقصاه إلى أدناه وكيف نتعلمها ونتدرب عليها ونوظفها لصالحنا وصالح وطننا الكبير وأمتنا.

والمسألة ليست صعبة أو تحتاج إلى وقت وإلى أبحاثٍ ودراسات ومؤتمرات محلية وإقليمية ودولية لمناقشتها ، ثم نتائج وتوصيات تمتد إلى عقودٍ وسنوات لكي تنفذ ، وإنما يحتاج ذلك إلى خطوات ٍ جريئة وثقة بإخواننا الذين حرموا على هذه الدنيا من حاسة أو أكثر ، لأننا مدركون أن الله سبحانه وتعالى ما أخذ من أحد ٍ شيئا ً إلا عوضه بخير منه ، وإخواننا هؤلاء قد تنقصهم إحدى الحواس إما السمع أو البصر أو النطق ، أو القدرة على المشي أو أنهم يعانون الإعاقة الكاملة ، لكن الله قد عوضهم بمهارات ٍ وملكات قد لا نجدها عند كثير ٍ من الأسوياء ، وها هو العالم مع تطوره الذي لا تعرف عجلته التوقف من أجل مجتمع ٍ من المجتمعات المتأخرة لكي يلحق في كل يوم يكشف لنا عن أحدهم في أي بقعة من بقاعه ويخلد اسمه واسم دولته إذا ما تركت له المساحة للإبداع والتألق ووجد الدعم السريع والجاد ..
***
بقلم / مباركة الزبيدي